خاص ثروة _ معتقل النقب الصحراوي أو "جامعة يوسف" كما يطلق عليه الأسرى الابطال في المعتقلات الاسرائيلية، تم افتتاحه في آذار (مارس) 1988م عقب اندلاع الانتفاضة الأولى في الثامن من كانون أول (ديسمبر) 1987م، وأغلق خمسة أعوام من العام 1996م وحتى العام 2002م عقب اندلاع انتفاضة الأقصى في 28 أيلول (سبتمبر) 2000م، وقد تعاقب على دخوله على مدار هذه السنوات حوالي 200 ألف معتقل، من اصل 700 ألف دخلوا كافة المعتقلات منذ العام 1967م.
وبقي في هذا المعتقل الذي نقل قبل عام الإشراف عليه من سيطرة الجيش الإسرائيلي إلى مصلحة المعتقلات، حوالي 2300 معتقل، بينهم 700 معتقل إداري يقبعون فيه دون محاكمة، ويجدد لهم في أي وقت.
ويعيش الأسرى في هذا المعتقل ظروفا غاية في الصعوبة بعد أن تم فصل الأقسام والمردوانات عن بعضهم البعض من خلال الجدران الأسمنتية بعدما كانت بالسلك الشائك، لتتحول أقسامه إلى أقفاص، حيث تتسع كل خيمة فيه لـ 26 معتقلا ينامون على أسرة مكونة من لوح خشبي ومرتبة (فرشة) من الإسفنج بسمك 5 سم، يسمى "البرش"، يتسبب في آلام في الظهر والمفاصل.
الناظر إلى ما يجري بشكل يومي في كافة المعتقلات من قمع وتنكيل بالأسرى وموت بطيء لهم ولعائلاتهم التي تنتظرهم على أحر من الجمر منذ سنوات طويلة، يدرك تماما أن إدارة المعتقلات تعمد إلى إذلال هذه الشريحة التي ضحت بزهرة شبابها ليحيى غيرها، غير آبهة لكل النداءات الدولية والحقوقية من اجل الإفراج عنهم دون قيد أو شرط.
وفي الوقت الذي قامت فيه الدنيا ولم تقعد حينما تمكنت المقاومة الفلسطينية من اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط قبل أكثر من عام، ظل هذا العالم صامتا على اعتقال 11 ألف فلسطيني، وأصبح اسمه يحفظه معظم زعماء وقادة العالم، بينما لم نجد من يحفظ عدد أسرانا القابعين في معتقلات الاحتلال أو الذين يسقطون بشكل مستمر أو المرضى أو من أمضى أكثر من 20 عاما.
ولقد تجاهلت كافة الاتفاقيات التي وقعت موضوع الأسرى في معتقلات الاحتلال، لاسيما أصحاب الأحكام العالية الذين شاركوا في تنفيذ عمليات فدائية، وظل الإفراج عنهم في يد حسن النوايا الإسرائيلية، حيث لم يفرج عن هذا النوع من الأسرى إلا عبر صفقات التبادل، التي كانت أكبرها عام 1982 مع الجبهة الشعبية القيادة العامة، والتي أفرج خلالها عن آلاف الأسرى من أصحاب الأحكام العالية ومن بينهم الشيخ الشهيد احمد ياسين.
بقي أن ننوه إلى أهمية استخدام مصطلح " معتقل " بدلا من " سجن " حتى نستطيع أن نميز بين أسرانا الأبطال ( أسرى الحرية ) عن غيرهم من السجناء الجنائيين .