الكمانه قريه غير معترف بها تعالوو نتعرف عليها

مع اواخر سنوات الخمسين بادرت الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة بالضغط على سكان القرية من اجل النزوح عن اراضيهم وذلك بادعاء ان القرية مقامة ضمن منطقة "رقم 9" وهي منطقة عسكرية لكن السكان رفضوا هذه الادعاءات بشدة ولم يتركوا أراضيهم 0

في السنوات الاولى لاقامة دولة اسرائيل أقيمت مدرسة ابتدائية حتى الصف الثامن في الكمانة في حي "الجلسة " ،لكنها أقفلت بأمر من السلطات في سنة 1963 0

ومع اقفال المدرسة قيل للسكان بأن الدولة سوف تهتم بسفريات الطلاب في الحافلات من الكمانة الى المدارس في القرى المجاورة مثل نحف والرامة ، لكن قرية الكمانة المقامة على سفح جبل الكمانة والتي يربطها بالقرى المجاورة طرق وعرية صعبة لا يستطيع السفر عليها الا الجرارات الزراعية ،هذا أدى الى تعذر سفر الطلاب بواسطة الحافلات وقد ذهبوا الى المدارس مشيا على الاقدام وامتطوا الدواب ،وبقوا على أراضيهم 0

في العام 1965 صادقت الكنيست الاسرائيلية على قانون التخطيط والبناء والذي بواسطته أخرجت الكمانة من كل الخرائط الرسمية واصبحت الكمانة "قرية غير معترف فيها " ومنع السكان من البناء مثل البراكيات المبنية من الخشب وألواح الزنك يرافق كل هذا ضغوطات مستمرة من قبل السلطات

في العام 1970 اعترفت السلطات بقرية وادي سلامة كقرية لجميع السكان البدو الذين يعيشون في منطقة الشاغور وسخنين ومن ضمنهم سكان الكمانة ،لكن سكان الكمانة رفضوا اقتلاعهم من جذورهم والتمسك بالارض كان ولا يزال قويا 0

وفي ظل هذه الظروف الصعبة اضطر السكان الى البناء بغير ترخيص حيث وصل عدد البيوت التي بنيت قبل المصادقة على القانون

التخطيط والبناء 80 بيتا ،ومنذ المصادقة حتى 1980 وصل عدد البيوت التي بنيت الى 80 بيتا أي يمكن ان نجد حوالي 160 بيتا حتى عام 1980 0

الفوارق الاجتماعية ،الاقتصادية والسياسية بيننا وبين السكان العرب في القرى المجاورة كبيرة جدا وكبرت اكثر في السنوات الاخيرة ،لكن مع زيادة هذه الفوارق ، كأطفال قبلنا الوضع القائم كشيء مسلم به لاننا ولدنا في ظل هذه الظروف وكبرنا فيها ،لكن عندما كبرنا ووعينا استطعنا أن نميز ونرى انه يمكنا أن نجد عدة أنواع من السكان ،فالعرب هم سكان درجة ثانية ،والعرب البدو يعتبرون سكان درجة ثالثة 0

القرى العربية المجاورة تحظى باعتراف من قبل السلطات وقد حصلت هذه على الخدمات الاساسية التي من حق كل مواطن أن يحصل عليها كالبناء والتعليم والشوارع والكهرباء والماء والتلفون وغيرها ،في نفس الوقت نضطر للعيش في ظروف تتلائم مع قرن آخر ولا تتلائم مع بداية الالفية الثالثة 0

ارتبط اسم الكمانة وقرى اخرى بعامل مشترك وهو"القرى غير المعترف بها في اسرائيل "،ومن خلال وضعنا هذا كنا على علم ان البنية التحتية والحصول على الخدمات الأساسية في الكمانة هو شبه مستحيل ونقصد بالخدمات الأساسية : ايصال المياه بواسطة الانابيب وليس باخراجها من الآبار بواسطة الدلاء المعلقة بالحبال ،وربط البيوت بشبكة الكهرباء القطرية (وليس عن طريق المولدات)، وتعبيد الشارع المؤدي للقرية (وليس عن طريق ترابية ملتوية ووعرة )،وكذلك اعطاء السكان فرصة البناء على اراضيهم التابعة لهم قانونبا .

في العام1980 اقيمت بجانب القرية مستوطنتان يهوديتان "كمون"و"مخمانيم" في "كمون" استوطنت سبع عائلات ومباشرة حازت هذه العائلات على كل الخدمات التي نفتقدها ونحلم بالحصول عليها.

كثيرون من سكان الكمانة كانت هذه المرة الاولى التي اتصلوا فيها بالمجتمع اليهودي ؛وبالرغم من وجود هذه المستوطنات التي ابرزت بشكل واضح جدا الفوارق بين الكمانة وبينها ،الا ان سكان الكمانة قبلوا بالوضع القائم وبالجيرة الحسنة للمستوطنين اليهود التي لم تولد تغيرا اجتماعيا فقط وانما تغيرا اقتصاديا ايضا .

كما ذكرت سابقا مصدر الرزق الاساسي كان تربية المواشي ،وفي سنوات الانتداب اخذوا بزراعة الارض بالحبوب ، لكن هذا النوع من الزراعة اخذ وتلاشى ، وايضا تربية المواشي قلت وذلك لان المراعي على ارض للدولة او اراض لقرى عربية مجاورة ،كل ذلك اخذ بالتناقص والتكيف للاستيطان اليهودي في الجليل.مثل هذا الوضع جعلنا نبيع مواشينا للمستوطنات اليهودية بسعر زهيد وهكذا تحولنا من مجتمع منتج الى مجتمع مستهلك ، وهنا كان علينا ان نبحث عن مصادر رزق اخرى ،ومن الطبيعي ان نجد هذه المصادر خارج القرية كاجيرين في اعمال مختلفة مثل:الصناعة،الزراعة، النقل اعمال حفر وتطوير في المستوطنات اليهودية 0

عندما كنا صغارا اذكر انه في الانتخابات للكنيست كان "المختار "يوزع الاوراق المرشحين المعدة للانتخابات على السكان ، وهم بدورهم كانوا يأخذوها ويضعوها داخل صندوق الاقتراع ،فعلى سبيل المثال سمعت احدهم "لمين صوتت ؟" فيجيب الثاني ل"فارس مديرس " يعني لشمعون بيرس، ويتابع في طريقه من دون ان يعرف من هذا ولمن صوت !، يعني ان المختار كان عبارة عن "مقاول أصوات " للسلطة ، وهذا اعطاه احساسا ان ابناء العشيرة ضمن سيطرته _وهذا كان أجره 0

والسياسيون في مقابل ذلك حصلوا على أصوات بدون مقابل ، لأن البدو معروفون بسخائهم وأدلوا بأصواتهم من دون أن يطالبوا مقابلا لذلك ، وهنا لا توجد مقارنة بين اصوات المتعلمين او غير المتعلمين 0

في اعقاب التغييرات التي نتجت عن خروج كثير من السكان للعمل في مركز البلاد في مدينة تل_ابيب ،حيفا ،بئر السبع وغيرها ، والتعلم في الجامعات ، حدثت تغييرات على مركز ودور المختار وتحولات أخرى بدأت في المجتمع البدوي 0

نتيجة لهذا الخروج من محيط القرية والأنكشاف الى المجتمع المجاور والبعيد ،رأينا مدى تأخر قريتنا وفهمنا مقدار الصعوبات في قريتنا فما نجده حولنا هو كالجنة وما نعيش به كجهنم ولذلك خلال عودتنا اليومية والانتقال من "الجنة الى "جهنم " ونرى ان ما يفصل بينهما هو عدة كيلو مترات فقط، ولد هذا عندنا احتجاجا داخليا في وسط الطبقة المتعلمة ورأينا أن سنوات كثيرة من الانصياع للمختار لم نحصل فيها على شيء ،ولذلك رأينا أنه يجب التكتل اجتماعيا من أجل حصر وظيفة القيادات التقليدية في المناسبات العامة فقط 0

لكن تمثيلنا عند السلطات والنضال على مصالحنا والاهتمام للتخطيط والتطوير يكون بأيدي هذا الجيل - جيل الشباب الأكاديمي ، والذي يتميز بروح التقدم وألمساواه .ففي سنة 1987 اقمنا"جمعية الرفاه والازدهار " - قرية ألكمانة ، ووضعنا نصب اعيننا ان نضع حدا للظلم والإستهتار والسكوت الذي دام سنوات طويلة وان نطالب من حكومة اسرائيل الاعترف بنا على أراضينا .

يحرم سكان الكمانة من الخدمات الأساسية :الكهرباء، التربية ،التعليم ،الصحة، المواصلات، الرياضة، … هذا بالاضافة لمنع البناء الذي ادى الى الإزدحام في الببوت وزيادة الكثافة السكانية وادى هذا الى ضائقة اقتصادية والنقص في مجالات مختلفة وخاصة في مجال التعليم .

فلا توجد مؤسسات تعليمية سوى روضة اطفال التي ساهم في تمويلها وادارتها جمعية الرفاه والازدهار و"لجنة الاربعين" منذ تسع سنوات ،ولكن سنة 1996 انتقلت ادارة الروضة الى المجلس الإقليمي مسجاف هذا في الكمانة الشرقية .

وفي الكمانة الغربية ايضا هنالك روضة انتقلت ادارتها الى المجلس الاقليمي مسجاف .

واما في مراحل التعليم الابتدائي حتى الثانوي يتعلم طلابنا في القرى المجاوة :نحف، الرامة ،وادي سلامة ، هذا ويمكن القول ان نسبة الرسوب بين الطلاب عالية جدا ما يزيد عن 50 % وتحصيلات الطلاب منخفضة جدا.



السياسة تجاه القرى غير المعترف بها


حاولت دولة اسرائيل مع انتهاء الحكم العسكري في سنوات الستين ان تجمع سكان القرى الغير معترف بها في قرى اخرى ومن اجل تنفيذ هذا الامر قامت الحكومة بالخطوات التالية:

1ـ منع سكان هذه القرى من الحصول على الخدمات الأساسية :كهرباء ، ماء ، تربية وتعليم، مواصلات وغيرها…


ـ اقفال المدرسة سنة 1962 في قريةالكمانه والتي كان موقعها في حي الجلسه.

3ـ منع البناء الجديد بشكل قاطع ، والاضافات على البيوت القائمة كانت ممنوعة منعا باتا" .

4ـ خلق مشاكل تخطيطية من قبل الحكومة نتيجة تجاهل سكان القرية على مدار سنوات طويلة ، فمنذ قيام دولة اسرائيل لم تكن اية محاولة تخطيطية حقيقية لقرية الكمانة او لاحدى القرى غير المعترف بها الاخرى .

بالرغم من وجود قرية الكمانة قبل قيام دولة اسرائيل الا ان السلطات المسؤولة جعلت المساحات المبنيه في الكمانه زراعية وبالرغم من وجود المباني فيها قبل قيام الدولة وقبل القوانين المتعلقة بالاراضي واستعمالاتها .

وقد نظرت السلطات للسكان الذين رفضوا التخلي والتنازل والرحيل عن الأرض بأنهم يرفضون القوانين ويمنعون تطور الدولة ، هذا مع تجاهل كامل من احتياجات ومتطلبات هؤلاء السكان .

وحسب توصيات لجنة" ماركوفتش " من سنة 1986 الذي تطرق في تقريره للبناء غير القانوني في الوسط العربي . البيوت في القرى غير المعترف فيها اشيرعليها باللون الرمادي ،هذا يعني ان تبقى البيوت كما هي دون أي تصليح او زيادة عليها حتى تهدم . كل هذا الامر بقي حتى24/12/1995 حيث اعترفت الحكومة بشكل رسمي بقرية الكمانة ، لكن الأمر لم يخرج الى حيز التنفيذ بعد.

اسمها حلو ؛

اهلا وسهلا والله ..

تعرفنا ع هـ الطيبه!!

: والله والله والله اني ،،

.
.


نونا ؛

..